الحب .... كلمة أم فعل ؟
مجالات نضوج الحب :
إن التفاعل بين الناس لازم لنمو الحب ، حيث يحتاج الفرد أن ينمو وسط جماعة فيختبر الحب العام ، وهو حب في النور للجميع، مما يساعده على أن يصل إلى نضج كاف يناسب مسئولية الحب، أي الحب الزيجى العائلي:
الحب العام:
هو حب الجميع بغض النظر عن السن أو الطبقة الاجتماعية ، أو الجنس ، أو اللون ... الخ، ومن خلاله يندمج الفرد فى الجماعة ، ولا يحصر نفسه في شخص معين ، بل يوجه حبه للجميع ويتعامل مع الكل ، ويبذل من أجل كل إنسان ، رجلاً كان أم امرأة ، شاباً أم فتاة .. والحب العام يعبر عن العلاقات الاجتماعية ويقويها .
الحب الزيجى العائلى( الرومانسى )
هو حب موجه إلى شخص محدد من الجنس الآخر ، يهدف إلى تحقيق شركة إنسانية متميزة معه هي شركة الزواج ، وهى شركة تحتاج إلى نوع خاص من الحب ، حب يتغلب على أنانية النفس البشرية ، فإذا بالزوجين يضحيان كل من أجل راحة الآخر وسعادته ، حتى لو كان ذلك على حساب الراحة الشخصية، إن الحب الحقيقي بين الزوجين يلزم أن يكون حباً معطاء مضحياً ، فالعطاء أمر أساسي لتكوين الأسرة وتربية النشء.. وهل يتربى الأطفال دون معاناة مشتركة مستمرة يتقاسمها الزوجان ؟.. وهل يتوافر للأطفال إمكانات النمو العقلي والعاطفي والروحي إلا من خلال تعب الوالدين وجهادهما المستمر لتدبير أمور الأسرة؟.
فالحب الزيجى او العائلى يحرر الفرد من سيطرة الذاتية ، فيصبح قادراً على العطاء وتحتمل مسئولية الأسرة ، ولكن دون أن يفقد حبه للآخرين خارج مجال الأسرة (الحب العام) ودون أن ينفصل عنه .
إن هناك خطراً يهدد الحب العائلي إذا هو أنفصل عن الكنيسة .... ذلك هو خطر الأنانية ، والتوقع في إطار الأسرة الصغيرة دون الاكتراث بالحياة الكنسية ، والتي هي مصدر انتعاش الحياة العائلية هنا يجف الحب العائلي نفسه ..! ولذلك ينبغي على الزوجين إلا ينحصرا فى حياتهما الخاصة بعيداً عن الكنيسة أو المجتمع.